الثلاثاء، ١٢ محرم ١٤٣١ هـ

"وما قبل الهداية ,إلا ضياع!"








أفكر مؤخراً في نشر رسائل من كتاباتي القديمة!
ربما هي تفضحني بشدة ..
ربما هي تعلقني بقوة على حبل الصراحة ..
ربما أتعرى فيها حتى من ذاتي ..
وربما أكون أنا ببساطة!


مشكلة الأوراق ,أنها قابلة للقراءة ..
عندما يشعر الكاتب بأن أوراقه غير قابلة للقراءة ,ينزف أكثر!
عندما نعلم أن دمائنا ستتبخر ,ولن نضطر إلى تنظيفها لاحقاً ..
عندها فقط ,سنطلق العنان لأنفسنا!
لذلك فقط لا أحبذ الكتابة ,لغرض الكتابة ..
لذلك فقط تترك الأمور الواقعية أثراً أصدق في النفس!
أفكر كثيراً ضمن أفكاري ,لماذا نستسيغ استنشاق رائحة دماء الآخرين؟
أ لنُدرك فقط مدى فظاعة دمائنا ,أو مدى فظاعتهم هم؟
أو أن نرى أيُ الدماء أطهرْ؟ ,لا نحن لا نقارن دائماً ..
ربما نستسيغ شعور أن هنالك من يتألم سوانا!
أننا لسنا وحدنا على الدرب المؤلم ..
أننا نتألم كجماعة ,وإن كانت مفرقة ..
تجمعنا دموع ,وابتسامات مفاجئة ,وسعادة مباغتة ..
والكثير من الحيرة! .

أيستمتع من لهم علاقة بالموضوع ,بالدماء؟
وأعني هنا الدماء الفعلية؟
أعلم أن هنالك البعض ممن يستسيغون رؤية دمائهم المجردة!
ربما تتخدر أجسامهم فقط ..
لما عليهم أن يكونوا مرضى نفسيين؟
لما لا تكون مجرد عادات تافهة؟
كعلبة ألوان نلطخها على وجوهنا؟
كسيجارة نستنشقها ذات شهوة!
أليست جميعها تقتلنا آخر المقام؟
لو صُنف الناس حسب أفعالهم الملائمة لصحتهم ..
لكان أغلبنا في حالة مرض! ,أو إدمان ربما ..
يُقال بأن بعض العادات البسيطة ,تصنف أحياناً كإدمان!
كتعودنا مثلاً ,على الاستماع إلى عدة أغنيات يومياً ..
تقول أحلام مستغانمي أيضاً, بأن الموسيقى تجعلنا تعساء بشكل أفضل!
ركزوا ,نحن تعساء .. لكننا نسعى لأن نكون تعساء أفضل!
أي عزيمة هذه؟
أليس علينا أن نتقن عملنا أياً كان؟ ,وإن كان التعاسة حتى؟
وإن كان البكاء ,وإن كان جلب الملل؟
كلاٌ ميسر لما خُلق له!
والله لم يخلقنا للتعاسة أو للملل ,أو حتى للحزن ..
هي حكمة إلهية ,لا يعلمها إلا هو!
كقصة أم موسى ,عليها السلام ..
تخلت عن ابنها صباحاً ,وكلها ألم ,وحزن .. وقهر!
لكن إيمانها الصادق بحكمة الله ,أعاده إليها قبل نهاية اليوم!
أين نحن من إيمان أم موسى عليه السلام؟
أين نحن من إيمان أب يوسف عليه السلام؟
ابنه مفقود ,لعدة سنوات ..
وهو يُطمأن أبنائه قائلاً "إني أعلم من الله ما لا تعلمون" !
أي ضياعٍ سنضيعه بهذا الإيمان؟
لا والله ,لن يضيعنا الله أبداً ..
لن يضيعنا!
كل تباشير النصر ,كل الأهداف ,كل الأحلام ..
ألم تسبقها ضائقة ,ألم تسبقها كارثة ,مصيبة ,حدث سيئ؟
نعم! ,إنها كذلك .. "إن مع العسر ,يسرا"
أتتذكرون كيف كان نبي الله عليه أشرف الصلاة وأتم التسليم يبشرهم بسواري كسرى
وهم في أشد حالات الضيق و الفقر .. وربما الذل!
أعزهم الله بدينه ,لم يضيعهم ..
تفاءلوا بكل الخير ,وظفِروا به!

والحياة تشتد ,ونحن لها بإذن الله!


اللهم ارزقنا إيماناً كإيمان الأنبياء ..
و صبراً كصبر أيوب عليه السلام ..
و ثباتاً كثبات نبينا عليه الصلاة والسلام يوم أُحد!
و عزةً ,كعزة قائدنا صلاح الدين حين دخل الأقصى فاتحاً ..
..
..
.
اللهم آمين ,اللهم آمين ..








الاثنين 14-12-1430هـ







هناك تعليقان (٢):

Muhannad Ma يقول...

" الصبر مفتاح الفرج "

فالصبر يساعدنا .. في بعض الاحيان !!

و الحياة خلقت بالايمان و الامل ...

علينا الصبر ..

و قرأتنا لأحزان الاخرين قد تساعدنا .. او ربما لا !

أعجبتني طريقك .. و كل منا مدمن !!

ابقي في سلام (F) !!

Hanan Mubarak يقول...

ماذا أقول ؟
مؤثرة !