الأحد، ٣٠ صفر ١٤٣١ هـ

{ليلٌ طويل}






كل شيء يصبح حولي غير مفهوماً عندما أتهرب منك ..
تبدو الدنيا وكأنها تدور حقاً!
أتهرب منك إلى غيرك ,لأجد غيرك يدعوني إليك ..


,

سأقصْ عليك ما حدث يا عزيزي ..
أتطالبني بشهر ,أو شهرين .. أو أكثر؟
لا تدري؟ ,حسناً ,سأقص عليك ما طاب لي ..
عامٌ جديد ,ونفسية متقلبة ,ولحظات حاسمة ..
انقضت مرحلة مهمة من حياتي!
هي مهمة لأن نتائجها ستقرر الكثير في حياتي ..
فكرت كثيراً :
كيف أنه من غير العدل ,أن يجعلوا مرحلة متقلبة (مضطربة) من حياتنا ..
تقرر مجرى حياتنا كلها!!
كيف لهذا أن يكون عدل؟
..
بعد تفكيرٍ أطول ,توصلت إلى نظرية ,ربما تكون صحيحة ..
هي كمرحلة الشباب من مرحلة العمر بأكمله ..
إن نجحت بها ,تنجح غالباً في بقية عمرك!
[وشابٌ نشأ في طاعة الله ] ..
لما خُص ذكر الشاب في هذا الحديث؟
لأن التزام الشاب بطاعة الله في هذه المرحلة ..
مع وجود الصوارف ,كالشهوة و كثرة الفتن ,والإقبال على الحياة ..
التزامه بطاعة الله في هذه المرحلة أصعب من التزام غيره بها ..
حسناً !
,

 الثانوية!
من المفترض أن حياتنا العملية ,والعلمية والمهنية ..
تعتمد على هذه المرحلة!
إن نجحت بنسبة 99% وتخطيت الاختبارات المتبقية لديك ..
ستنجح بإذن الله!
إن لم تنجح ,ستواجه الكثير من المصاعب ,للأسف ..
,

حسناً ,سأشرح لكم الفكرة ..
تتقرر أمور كثيرة في حياتنا ,نتيجة لقراراتنا في المرحلة الثانوية ..
هي مرحلة فاصلة ,متقلبة ,مهمة!
التزامك فيها مع وجود الصوارف (الفلّة ,الخروج ,الإنترنت ,الأصدقاء ,التمشية .. الخ)
ولن ننسى الصوارف النفسية! ,آآووووه ..
لهذه الصوارف خصوصاً عامل كبيير في تغيير الكثير من الأمور!
حسناً ,إن التزمت في هذه الفترة .. قليلاً فقط
ستستطيع الالتزام فيما بعد بإذن الله ..
لذلك يقرر الوزراء ,والمدراء ,والجامعات ,وغيرهم ..
مدى كفاءتك ,بورقة تحملها تحكي لهم تفاصيل مراهقتك ..
وإن لم تنجح نفسياً ,وإن لم تنجح عاطفياً ,وإن لم تنجح اجتماعيا ..
هذه فرصة لك للبدء من جديد ..
بضعة علامات توضع لك في ورقة التخرج ..
صدقني ,إن حرصت على استغلالها بشكلٍ جيد ..
(ستغير حياتك)!
,


حسناً يا صديقي ,انتهينا من الدراسة ..
ماذا تريد أيضاً؟ ,أنا ؟
سأقول لكْ ماذا حلّ بيْ (أنا)..
في الفترة السابقة ,صادف مرور عيد ميلادي السابع عشر ..
و أحزر ماذا فعلت؟
نعم ,نعم .. فكرت كثيراً وبحثت كثيراً ,وسألت كثيراً ..
ماذا فعلت في النهاية؟
لا تتفاجأ! ,اذكر لي عدد المرات التي قلت لك فيها بأنني مجنونة!
,

يوم الخميس 7-1-2010 ..
استيقظت مبكراً ,ارتديت قميصاً أزرق ,وحذاء أسود ..
وتوجهت إلى أقرب مستوصف لدينا ..
سندس: لو سمحتي عندكم خرم(خرق)؟
موظفة الاستقبال: أكيد ,ثواني .. ,تفضلي"ورقة" ,الدور الثاني ..
سندس: شكراً "تمشي إلى الدور الثاني"
(زمن من الانتظار)
الممرضة: تشير إليّ للدخول ..
الدكتور: السلام عليكم ,فين عايزة الخرم؟
سندس: هنا "وأشير إلى أنفي" ,في خشمي ..
الدكتور: طيب ارتاحي ..
,

وعدة دقائق ,وقد خرجت بنقطة تلمع في أنفي!
ههههههه ,أتصدق ذلك؟
لاااا ,أنا أيضاً لا أصدق!
لا تتظاهر بالصدمة ,فأنا قد أزلته الآن ..
نحن نتحدث هنا عن الماضي!
الماضي السحييييق ..
,

قبل عيد ميلادي بأسبوع كما أعتقد ..
في ليلة مظلمة ,كان لديّ اختبار في اليوم الذي يليه (كالعادة) ..
توجهت إلى غرفة والديّ, فتحت الدرج .."أخذت المقص الأسود" ,وخرجت ..
وأمام المرآة ,وبحركة سريعة غير مدروسة ..
نعم!, لقد فعلتها
تغلبت على ذلك الشعور!
تماماً ,وبعد مضي ستة أشهر ..
قصصت الكثيييير من شعري ,الكثيييير ..
نعم! ,سقط على المغسلة ..
اضطررت لاستعمال يداي الاثنتين لرميه فيما بعد ..
و أحزر ماذا؟
أصبحت سعيدة جداً! ,لا أدري لمّا ,ربما تحررت منه ..
كلما تحسسته اليوم ,لا أندم أبداً ..
أتعلم؟ ,لم يلاحظه الكثيرون ..
لا أحد يلاحظ فيْ شيئاً ..
أأنا أعيش في مقدار عالي من الأنانية ,للدرجة التي تمنع الآخرين
من ملاحظة تغير بعض تفاصيلي؟
لا يهم ,ذكرتهم وقتها بأن يلاحظوا ..
,


أتدري أنني وصلت لأي مرحلة؟
ذات ليلة ,آخ .. كنت في حالة لا تذكر ..
أمسك بهاتفي الأزرق ,أتنقل بين الأسماء ..
لا أستطيع الاتصال بأي منهم ..
وإن كان البعض منهم يفهمني ..
هم دائماً يرحبون بيّ ,وبهمومي ..
لكنيّ ,وكعادتي .. أجد منفذاً للكآبة دوماً ..
المكالمة الوحيدة التي لا أستطيع القيام بها ,هي التي أرغب بها ..
ولا دخل لقاعدة كل ممنوع مرغوب في رغبتي هذه!
,

صدقني!
تلازمني هذه الحالة حتى عندما أفرح ..
شعورٌ بالنقص الاجتماعي الدائم!

... .

(أما آن للشمس أن تشرق بعد؟
دائماً هنالك شمس ..
ذلك ما يبقيني حية!)
..
.
.



14-2-2010

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

أعجبتني فكرة المقص... لي تجربة معها إن شاء الله

جميل ما خطته يداكِ هنا
=)

غير معرف يقول...

كثيرونَ يُميتُهم الاختناقْ ! و كثيراً ما نؤثِرُ " الفضفَضة " على الموتِ اختناقاً ، أم هوَ العكسْ ؟!
لستُ أدري ياسندس .. !

كُنْتِ تتنفَّسين أنتِ ؟؟ / ربَّما لن تعودي لتُجيبي أصلاً !

أعجبني أسلوبك كثيرًا ، إلى حد الجنون
توخي الحذر ، أرجوك..! في التعامل مع نص كهذا
مثير للضحك أحيانًا ومثير للحرقة في كثير من الأحيان
أتمنى من رسالتك لهذا الــ (...) أنّ تَصِلَهُ كما يَنْبَغي لها الوصول - ولو أنني اعتبرت من أنانيتي أنني أنا المقصودة xD -
أوربما لأنني أتمنى كل شيء منك أن اشتم رائحته !

ثُّمَ..

مساءٌ بحجمِ كلِّ فواجعنا يلوحُ كلَّ يومْ ، و رزقكِ الله فرحاً بحجمِ كلِّ تلك الأحزانْ !!
رحمنا الله ، وهوَ !