الثلاثاء، ٢٣ ربيع الأول ١٤٣١ هـ

{من العمق~إلى السطح!.}







وفجأة وجدت نفسي أتحدث عن نفسي وكأنني أعرفها!
,

كان يومي هذا يحتوي على جرعة مضاعفة من الفلسفة ربما ..
بدءاً من اختياري "الفلسفة الإسلامية" كموضوع لبحثي الخاص ..
وانتهاءً بنقاشي مع إحدى المعلمات في أمر من أمور الدين!
والمقابلة الشخصية ,وحديثي عن نفسي ..
خرجت من هنالك بدهشة تامة تعتريني ..
وكدت أن أنطقها بصوتٍ عالي!
كان هذا حديثي الصريح الأول منذ مدة طويلة جداً ..
كنت أتحدث عني ,ولا تسألوني ماذا قلت!
كان السؤال الأول "تكلمي عن نفسك" كصدمة بالنسبة لي!
ولمْ أدري لماذا! ,ولكنني أرجو أن أكون قد تخطيته بشكل ملائم ..
,

"مين صديقتك المقربة؟"
سألت هذا السؤال حوالي ثلاثة آلاف مرة في الفترة السابقة ..
أجبتها بسؤال آخر ,بماذا سيفيدك الجواب؟
تجاوبني \حب إطلاع ليس أكثر!
وبعد تفكير أطول ,خرجت بنصف جواب!
لذلك أكون سعيدة جداً بصراحتي ..
بصراحة أكبر ,أحاول أن أكون أكثر صراحة ,مع نفسي ومع الغير!
*سؤال آخر "مع من تتحدثين عندما تكونين في حالة سيئة؟"
يستغرقني هذا السؤال تفكير أكثر من المعتاد!
أجاوب كالعادة بإجابة طائرة ,أي إجابة تأخذك إلى عالم آخر ..
وبعد الكثير من الإجابات ,توصلنا إلى إجابة ,باختلاف الحالة والمُسبب!
وبأنه لا يوجد أحد محدد غالباً ,و ياللسخرية ,حقيقة جديدة أعرفها عني ..
,

"ما الصفات التي توجد لديكِ ,ولا يعرفها الآخرون؟"
أجاوب \1.الفلسفة!.
2.أستطيع إنجاز أي شي بعون الله.
,

أتصدقون ذلك؟
ولأول مرة تقريباً أنجح في فعلها!.
المزج بين شخصيتي الكتابية وشخصيتي الواقعية.
وبطريقة فعّالة جددداً ولله الحمد!.
,

نعود لسؤال "تحدثي عن نفسك"
ذكرت أنني أحب البساطة في كل شيء ..
في العلاقات ,في التعامل وغيرها.
أحب تحليل الأمور إلى مصادرها وأسبابها وغيرها ..
,

كل هذه الأسئلة السابقة هي وسيلة إلى أن أتعرف على نفسي أكثر ..
لنقل أنني لا أتذكر أي شيء عن كوني قد وُجدت في هذه الحياة قبل عمر
الثالثة عشرة تقريباً! هذه هي أحدث ذكرياتي ..
لا أتذكر أي شيء ,أو أي أحد..
ليس أقاربي أو مدرستي ,أو حتى إخوتي!
ربما هي بضعة روائح بسيطة جداً ,لا أكثر ..
لكنني لا أستطيع الاستناد عليها كتاريخ خاص بيْ!
لذلك ها أنا الآن ,أحاول اكتشاف من أنا..
وأحاول صنع تاريخ خاص بيّ ,كبداية لنفسي ..
ومن ثم في العالم ,ومع الناس ..
وكما يقولون ,معرفة نفسك تساعدك على معرفة ربك!
فكيف لأحد أن يعرفني ,أو حتى أن يدعي ذلك ..
إن كنت أنا نفسي أجهل عني الكثير؟
لذلك ها أنا ,أضحك تعجباً عندما تقول لي إحداهن "أنا أعرفك!!"
تقولها بثقة تامة عني تلك التي لم تتجاوز علاقتي بها أكثر من سنة ..
,

أتعرفون أنجح طريقة فعّالة من نظري لعلاج الغضب؟
نعم نعم! وبعد الكثير من التجارب و المحاولات ..
نجحت أخيراً!
(تأجيـــل الغضب)
كأن أصمت وأقول "طيب ,حأعصب بعدين" ,"حأوريهم بعدين"
لا أعتبرها طريقة للكبت أبداً ..
فأنا أنفس عن غضبي حين أوهم نفسي بأنني سأثور فيما بعد..
صدقوني ,جربوا هذه الطريقة فقد تجدي معكم.
,

حسناً ..
سننتقل إلى فلسفة التحريم!
حسناً ,أنا هنا لا أدلي بأحكام شرعية ..
هي اجتهادات بسيطة قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة ..
قالت لنا إحدى المعلمات اليوم أثناء شرحها بأن الحفلات التنكرية محرمة!
حفلات المسبح ,حفلات البيجامة ,أعياد الميلاد! ..
لم أتمالك نفسي حينها ..
رفعت يدي ,"أبغى أقول حاجة"..
س\ لماذا تعد الحفلات التنكرية محرمة؟
ج\ لأن الجميع يرتدي فيها الملابس القصيرة ,ويحصل فيها الكثير من أنواع
 الرقص الغربي ,والتشبه بالكفار والغرب .. وغير ذلك!.
س\ إذاً اللباس القصير و الأغاني والرقص وهذه الأمور هي المحرمة..
وليست الحفلات التنكرية!.
ج\في زمننا هذا تأتي كل الأمور مرتبطة.
س\أليس ديننا الإسلامي دين يسر وسهولة؟
وأن الأساس به التحليل؟.
أليس علينا كمسلمين أخذ ما نشاءه من الغرب وتطبيقه وفقاً لتعاليم الإسلام؟.
,

لم يسنح لي الوقت لذكر كل ما لدي حينها ..
لكن ,ما يستفاد مما ذكر :
تحصل هذه الأمور في الكثير من الأماكن الأخرى.
برأيي علينا تحديد الأمور المحرمة بعينها ,لا تحريم الأمور ككل لما تحتويه من
محرمات ,ألا يوجد بعضهم هنالك من يفعلونها دون لبس القصير و .. و ..؟
لا أظن أن التعميم مفيد في هكذا حالات.
,

فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها " ..
توضيح\ هنالك البعض من الناس من يرفضون كل ما يأتينا من الغرب.
ألسنا نأخذ التكنولوجيا منهم؟.
أيعني هذا أن هذا تشبه بهم وأنه محرم؟, طبعاً لا ..
على المسلم أن يحكم عقله في مثل هكذا أمور.
وأن يأخذ ما يشاء منهم ,بشرط أن يضعه في لوحة لا تتعدى إطار عقيدتنا الصحيحة ..

*

وكخاتمة :
سئلت اليوم أيضاً عن أهم إنجازاتي على الصعيد الشخصي.
وافرحي يا مدونتي!.
فقد كان لكِ شرف هذا الإنجاز!!!!.



حُرر في 09-03-2010 

هناك ٣ تعليقات:

Unknown يقول...

احبك ياشيخة

ماريا يقول...

مساؤك جرعة مكثّفة ، من حكمة وأفكار..
..
لن أقول رائع، فتلقّي مثل هذه الجرعات المكثّفة من العمق ، يقتضي تصفيقا من نوع آخر

جميل جداً .
جميل أن تفلسف المشاعر . جميل جداً

بالنسبة للسؤال الذي اجبته بنصف اجابة
فقد كان جوابك مفرحًا بالنسبة لي !
وكان توقيته مناسبًا جدًا
أعطاني جرعة كبيرة من الأمل
؛
وموضوع بحثك الذي اخترته مبهر بطريقة رائعة !
أتمنى لك التوفيق فيه

لاشيء جديد !
توقعت أن يكون اختيارك ذكيًا وغير تقليدي <<أرأيت كيف أنا أعرفك =P

أعشق الكتابات التي تتناول الحياة اللصيقة للأشخاص
مقالك السابق كما قلت لك يستحق أن أعلقه على جدران غرفتي !
لكن هذا .. ربما سأكتبه على جلدي
حتى أقرأه كل لحظه

,,,,
أما ما أثرته من الحلال المؤدي إلى الحرام
فهذا فقه اسمه " درء الشبهات "
و تحت القاعدة الفقهية التالية : "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح "

ولن تصدقي إن قلت لك أن كثيرًا من علمائنا الأفاضل لم يأخذوا هذا الفقه على محمل الجد
لأنه يحرم الحلال ويضيق دائرته
وسبحان الله .. اليوم نشهد تضخم في دائرة الحرام وكأن الغرض من الإسلام هو التضييق على الناس ، وسحق سعادتهم في سبيل الدين !
وهذا الأمر ليس جديدًا على أي دين ، فكل الأديان تتعرض لهكذا أمر !
لكن هو غريب على الإسلام بالذات لأنها لم تكن سياسة الرسول -صلى الله عليه وسلم - ولا التابعين ولا حتى تابعي التابعين !
إنما هو أمر حديث جدًا

,,

وفقت كثيرًا في تناول هذا الموضوع بالذات
وأنا أقرأ كان نفسي أحضنك xD
<<حتنضرب

واسمحي لي أخيرًا باقتباسة سامية من الأخت أروى
"أحبك ياشيخة "

ثمة دائما بريق يلمعُ عند الأفق ..


حين تصلُ إليهِ تغشاكَ العتمة ،


ذلك أنّه لم يكُن سوى انعكاس التماعة حماستك - المبالغ فيها - .. في الوصول .

^
^
لكن بريقك هذا يعاكس ما كتب في الأعلى !

أحبك ياشيخة ..مرة أخرى
<<عجبتني الكلمة =P

ماريا

Rahaf يقول...

اصدق كلام و اصدق احساس عندما ينبع من داخلك و من عميق نفسك و صريحها ،
كما انه ينعكس على مدونتك ...

اتمنى لك رحلة جميلة و سعيدة مليئة بالتميز والتعلم في سبيل اكتشاف نفسك و الرقي بمن حولك

سعيدة جدا بمعرفتك لأنك حقا احسستني اني تعرفت على شخصية قوية و فعالة و حسيسة و طموحة من مجرد قراءة تدويناتك الرائعة ...

جعلك الله نبراسا للعالم ....