الجمعة، ١١ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

"الحياة تحتاج صبر!"








أحياناً تراودنا بعض الذكريات السعيدة .. 
ذكريات ,عن أيام عشناها ..
احتوتنا ,واحتويناها!
كنا نعيش ربما في حُلم ..
أيسعني كإنسانة طبيعية ..
وبكامل قوايْ العقلية 
أن أتحمل ذلك؟
..
أن أدرك أنني كنت في حُلم ..
أنني كنت في ما يشبه الجنة!
أعلم أنني أبالغ .. 
لكن ,أليس لنا في الجنة كل مانتمناه؟
ألا يمكن أن تكون بعض حياتنا ,كجنة بسيطة ..؟
أو حتى رائحة جنة .. 
..
لا أدري ..
ولسببٍ ما ..
أعجز عن ذلك!
أعجز عن التمتع بالتأمل في ذكرياتي ..
بغض النظر عن كونها ,سعيدة أو مؤلمة!

أضطر إلى أخذ شهيق و زفير!
شهيق و زفير أقوى ..
أتظاهر أنني لم أفكر ..
أتظاهر أنني لم أتذكر!
أحاول أن أشغل نفسي ,بأي شيء آخر ..

أجرب أحدكم مرةً ,بأن يُمثل على نفسه ,لنفسه؟
أن يتظاهر بأنه لا يسمع ما يُقال ؟
لا يرى ما يجري ؟
وإن كان يجري له!
وإن كان منه .. 
أقف أمام المرآة ,وفي حركة سريعة ..
أُسرح خصلات شعري ..
أتظاهر بأنني لا أرى مما في المرآة شيئاً!
أتظاهر بأنني لا أرى أحداً يبكي .. 
أتجاهل نفسي ,لأجلي .. 
يُقال بأن أسلوب التجاهل ,نافعٌ جددداً!
هل تظنون أنه سينفع معي؟
أن أتخلى عن أمور أحبها ..
وأمور اعتدت عليها جداً! ..
كهاتفي الجوال مثلاً .. 
خاض معيّ الكثير من مراحل حياتي .. 
كيف لي أن أتخلى عنه الآن ..؟
أعلم ,هو جماد ,لا يحس ,لا يدرك!
لكن ,أنا أدرك .. ,أنا أُحِس .. 
أنا لست جماداً ..
سأضطر للتخلي عنه بطبيعة الحال ..
وكلي ألم ,وقهر!
لكن ,لابد لي من ذلك ..
لكي أمضي بحياتي
الحياة تحتاج إلى كثييير من الصبر ..
(كما ذكرتني معلمة اللغة العربية ,البارحة
قلت لها فور دخولها :"يا أبلة ,ما حلينا إعراب النحو"
هيْ :"طيب ,اصبري ..  
إنتي إنسانة متسرعة ,ومندفعة .. الحياة تحتاج صبر!"
لن أستطيع العيش إذا ما بقيت متعلقة بكل شيء ..
بأدق التفاصيل ,بأقل الأمور ..
هذا ليس أسلوباً صحياً للعيش
لابدّ لي أن أتصّبر ,وأكون صبورة ..
بغض النظر عن تهربي من ذكرياتي ..
بغض النظر عن عدم مواجهتي لمشاعري
سأواجههم جميعاً في الوقت المناسب فقط ..
وإن كان الأمر مؤلماً ..
لابد لي من تقديم أفضل ما لديّ!
لابد لي يوماً ..
أن أتأمل ,وأتذكر ..
أتذكر كلل شيء!
وأبتسم .. 
لأن الذكرى السعيدة ,تستحق أن تكون سعيدة دوماً .. 
.. 
والزمان كفيل بتغيير كل شيء .. 

"إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً "


*

حُرر في الثلاثاء 27-10-2009 






ليست هناك تعليقات: